• ٣١ تشرين أول/أكتوبر ٢٠٢٤ | ٢٧ ربيع الثاني ١٤٤٦ هـ
البلاغ

السماعة الذكية

أميمة عبدالعزيز زاهد

السماعة الذكية

لا يمكننا أن نغلق أذاننا حتى لا نسمع ما لا نريد أن نسمعه، رغم أنّنا نستطيع أن نغمض أعيننا لكيلا نرى ما لا نريد أن نراه.

صحيح ممكن أن لا نرد ولا نتجاوب مع الاحاديث التي لا تعجبنا، وممكن أن نصمت تجاه ما يجرحنا، ولكن هذا حل مؤقت لأننا قد سمعنا ما يسوءنا، ولكن هناك بشرى سارة بعد أن أصبح الآن بإمكاننا ألا نسمع ما لا نريد أن نسمعه لو ركبنا سماعة لنتخلص من كلّ ما يشوش علينا تفكيرنا، لقد سعدت عندما قرأت هذا الخبر، وبأنّ هناك مجموعة من المهندسين النرويجيين قد ابتكروا السماعة أذن ذكية صغيرة الحجم وخفيفة الوزن، تستطيع ان تحجب الضوضاء الخارجية، وتقوم بتنقية اختيارية للصوت البشري من الشوائب ومن الصخب الخارجي، وممكن أضافة هذه السماعة  للهاتف (المحمول) فتحجب الضوضاء الخارجية وترشحها، وتحتوي السماعة على شريحة كمبيوتر دقيقة للغاية ومجهزة ببرنامج يمكنه التعرف على أصوات محددة، ويسمح بالتقاط صوت واحد فقط من بين الأصوات المتناثرة من حولنا، كما يمكنه  أن يحجب أي أصوات أخرى يتم اختيارها بذكاء شديد، ومؤكد أن لها استخدامات أخرى لا يعنيني ذكرها هنا؛ فالهدف الأساسي من هذا الابتكار هو تمكين المستخدم من التحاور مع شخص بعينه، أو إجراء اتصالات حرة أثناء عمله في أي مكان يتميز بوجود الأصوات العالية المزعجة، ولو سوقت هذه السماعة للدول العربية، ستكون الاستفادة منها عظيمة، أهمها أنها ستمكننا من الاستمتاع بسماع شخص واحد من الذين يتناقشون أو يتحاورون؛ بدلاً من التشتت الذي يصيبنا بالصداع، ولعله يفيدونا في تعلم آداب الحوار، كما قد تكون لها منافع أسرية؛ فبعض الرجال يشكونا من كثرة كلام زوجاتهم وحديثهن المتواصل والممتد بلا حدود، بلا مراعاة للوقت ولا الزمان ولا المكان، وغالباً ما تكون ردة فعل هؤلاء الأزواج، إما مغادرة المكان، أو الذهاب إلى النوم، أو الانشغال بالقراءة حتى يقتل رغبة الاستمرار في الكلام منذ بدايتها؛  فالامرأة بطبيعتها تتفوق على الرجل في نوعية الموضوعات المطروحة، وقدرتها على أدراة الحوار لساعات من دون كلل أو ملل، في الوقت نفسه قد تمتلك الزوجة التي أبتلاها الله بزوج عالي الصوت، سليط اللسان تتراشق كلامته كطلقات بلا توقف، الراحة والهدوء فتستكين أعصابها، وعموماً نصح دكتور في الطب النفسي باستخدام السماعة الذكية حتى نقوم بعملية فلترة وتنقية للكثير من الاحاديث المؤذية وغير المهمة، ولنتذكر جميعاً إن الكلمة القياسية في العتاب لها كلمة طيبة مرادفة تودي المعنى نفسه ولننتق كلماتنا حتى ترتفع مكانتنا؛ فالكلمة الطيبة صدقة، وهي خير وسيلة لاستمالة القلوب.

 

أنين اللغو:

أصبح العديد من البرامج التي يبثها لنا الإعلام تؤثر بشكل واضح على سلوكيات الافراد، واحد أهم مظاهر التلوث  السمعي والبصري والثقافي والقيمي، الأمر الذي يستدعي أستخدم المشاهد للسماعة الذكية لكي تحميه من تلك الأضرار.

ارسال التعليق

Top